aljama3a assolalya hammam elfougani

aljama3a assolalya hammam elfougani

السياسة.. بعبع شباب المغرب

 


"ماصوتش"، "لامنتمي"، "ماعندي ثقة فالمؤسساتكلها مفردات اعتادت التردد على أفواه غالبية الشباب المغربي عند سؤالهم عن علاقتهم بالممارسة السياسية، الفئة النشيطة بالمغرب ما فتئت تعبر عن امتعاضها الكبير من كل ما يرتبط بالسياسة، يختلف ما ضي أفرادها مع المجال بين من خاض تجارب فاشلة لم تُشبع رغباته وبين من لم يسبق له أن دلا بدلوه في العمل السياسي بأي شكل من الأشكال، بيد أنها تشترك في نظرتها السوداوية للحقل السياسي و علاقتها المتوترة به.

يوم بعد يوم، تتهاطل المؤشرات التي تؤكد أن رجال الغد الذين يُعتبرون اليوم بمثابة عمود فقري لكل أمم المعمور لا يولون أهمية بالغة لأكثر المجالات تحديدا لمصير البلدان ووضعيتها التنموية، حيث أضحت السياسة نفقا يهاب الشباب ولوجه من فرط ما يحتفظون به من صور قاتمة و مظاهر تثير النفور والابتعاد، وهو معطى لا يدعو  للاستغراب في دولة كالمغرب بقدر ما يدفع إلى طرح مجموعة من التساؤلات المساعدة على تشريح الظاهرة: ما مرد نفور الشباب المغربي من العمل السياسي؟

هل يتيح الحقل السياسي إمكانيات لتعبير الشباب عن آراءهم وتفريغ طاقاتهم بكل حرية؟ ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الشبيبات الحزبية وتنظيمات أخرى في استقطاب الفئة الشبابية؟ ما هي سبل توفير حقل سياسي ملائم يشجع الشباب على الانضمام و الخلق و الإبداع ؟


معطى يدق ناقوس الخطر

تُعد النتائج المنبثقة من دراسات المعاهد والمؤسسات المختصة عن  الشباب المغربي والعمل السياسي مُخيفة و تطرح أكثر من علامة استفهام في بلد يهيمن مواطنوه النشيطون على حصة الأسد من الهرم السكاني، فآخر بحث ميداني قامت به المندوبية السامية للتخطيط حول الشباب، وقد شمل عينة يبلغ تعدادها 5 آلاف شاب تترواح أعمارهم بين 18 و 45 سنة، خلص إلى معطيات صادمة تُثبت سيطرة الفتور على علاقة الشباب بالممارسة السياسية.

الدراسة أكدت  أن 32 في المائة من الشباب لا يثقون في الحكومة مقابل 44 في المائة في البرلمان في حين أن 55 في المائة ليست لهم أي ثقة في الأحزاب، كما أبرزت أن الشباب المغربي لا يهتم بالشكل الكافي بالشأن العام، إذ أفادت أن 1 في المائة منخرطون في أحزاب سياسية، 4 في المائة منهم فقط يشاركون في اللقاءات التي تنظمها أحزابهم مما يؤكد أن جلهم لا ينشطون داخل مؤسساتهم الحزبية، وأضافت ذات الدراسة أن 36 بالمائة من الشباب يشاركون في الانتخابات بصفة منتظمة و 14 في المائة بصفة غير منتظمة.


ويُرجع عزيز إيدامين-باحث في العلوم السياسية وفاعل حقوقي- نتائج هذا البحث وابتعاد الشباب عن الممارسة السياسية بشكل عام إلى فشل المكونات السياسية بجميع تلويناتها في تكوين علاقة سليمة مع الشباب لأنها لم تستطع بعد أن تغير الصورة القاتمة التي يحبسها هذا الأخير في ذهنه عن المؤسسات التي تتميز بالبرغماتية المُفرطة و المبالغ فيها.

ويضيف عزيز أن الحقل السياسي التقليدي لازال غير قادر على فك طلاسم وسائل الشباب التواصلية و أشكالهم التعبيرية كالأغاني الجديدة و تقنيات المعلوميات الحديثة، وهي طرق وأشكال باتت تعكس توجها سياسيا جديدا يمضي في التطور والعصرنة.


لا حرية؛ لا انتماء

رغم إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات يرى فيها كثيرون أنها نموذج للنزاهة والديمقراطية إلا أن هامش حرية الرأي و الانتماء في المغرب لازال يسيل الحبر ويحرك الأفواه، وهو ما قد يشكل عائقا شاهقا أمام اندماج الشباب في العمل السياسي، لا سيما أنهم يطمحون إلى التمتع بمجال يفرغون فيه قدراتهم وآراءهم دون أدنى قيد أو تضييق.

ويرى يوسف معضور-باحث اجتماعي- أن الحقل السياسي ليس مجالا مثاليا ولا أرضية خصبة تساعد الشباب المغربي على تفجير طاقاته وإبراز مؤهلاته بكل حرية إذ تضطر هذه الفئة إلى الجنوح نحو مجالات أخرى أكثر وضوحا و انبساطا لترجمة المؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها.

بينما تعتبر إيمان اليعقوبي- عضو شبيبة حزبية- أن هناك إنجازات كثيرة عديدة حققت في هذا الجانب و لو أن الوضع ليس مثاليا، لكنها تشيد في الآن نفسه بمساهمة الشباب الذي يمضي في رفع سقف الحرية عبر خوضه في مواضيع حساسة كانت إلى وقت قريب تشكل طابوهات من الصعب تكسيرها، كما اضافت أن  بمقدور الفئة النشيطة الآن تقييم و انتقاد أداء المؤسسة التشريعية و الجهاز التنفيذي و حتى الملك الذي أسقط عنه الدستور الجديد صفة القداسة و منحه صفة الملك المواطن.


تجارب فاشلة.. تثير الابتعاد

لفئة كبيرة من الشباب المغربي تجارب مريرة مع العمل السياسي، فتصديقهم للشعارات الخشبية جعلهم يتكبدون صدمة قاسية من جراء محاولتهم الاندماج في الأحزاب السياسية، ويعترف عبد الرحيم الهاني-طالب وعضو المجلس التشاوري الإقليمي لشباب مدينة سلا-بالإرث الثقيل الذي يجده الشباب في ردهات المشهد السياسي والحزبي خصوصا سواء على مستوى العقليات وتغليب الخطاب على الفعل أو على صعيد طغيان علاقة المصاهرة و الإنتماءات القبلية والعائلية والجغرافية و دورها السلبي في تسلق سلم المسؤولية دون استحقاق داخل المؤسسات الحزبية  بالإضافة إلى انعدام الديمقراطية الداخلية على مستوى الهياكل والفروع الأمر الذي يحول دون بروز الشباب المغربي في الساحة السياسية.

وفي محاولة منها لتدارك هذا الخلل واستمالة الطاقات الشبابية، تعمد الأحزاب المغربية إلى إنشاء تنظيمات شبابية موازية لأجهزتها تتوفر على قدر لا بأس به من الاستقلالية التي تسمح لها بالتعقيب والانتقاد في بعض الأحيان، غير أن هذه الخطوة تظل غير كافية لتحقيق متطلبات الشباب خصوصا إذا علمنا أن مجموعة من الشبيبات الحزبية تعاني من كونها غرف انتظار النخب الحزبية و تعنت  بعض الأجهزة مع مطلب خفض سن الرئاسة إلى ما تحت 40 سنة.

وتقول إيمان التي تنشط  في شبيبة حزبية، إن تنظيمهم يقدم خدمات عديدة  للشباب  سواء للمنتمين إليها أو متعاطفيها من أجل توسيع إدراكهم السياسي وتنمية مؤهلاتهم التواصلية، وذلك عن طريق تكوينات في طرق تسيير الشأن العام، وتاريخ المؤسسات السياسية والحزبية في المغرب، إضافة إلى تعامل الشبيبة مع فئة غير منفتحة على الأحزاب عبر لقاءات تواصلية تستهدف تأطيرهم سياسيا وتوعيتهم بأهمية القضايا الوطنية.

ما السبيل إذن؟

وأمام كل هذه الهالات السوداء الملتصقة بالمشهد السياسي المغربي و الحواجز التي تقف في وجه مساهمة الشباب في الحقل، لم يسع المتدخلون إلا التأكيد على حتمية إعمال الديمقراطية الحقة على جميع المستويات و ذلك عبر برهنة بنيات الدولة والتنظيمات السياسية على رغبتها الجامحة في تحويل شعاراتها الرنانة إلى أفعال واقعية عن طريق مجموعة من الإجراءات من قبيل القطع مع التلاعب في الإنتخابات واستحضار المساواة بين المرأة و الشباب و قدماء الميدان

كما نص ذات المتدخلون على ضرورة توسيع مجال حرية الرأي و التعبير للتمتع بفضاء عمومي بمقدوره احتواء كافة التجاذبات والاختلافات والتناقضات السياسية والاجتماعية والعقائدية، ليتم في الأخير التأكيد على استحالة بناء لبنات مشهد سياسي معافى و سليم بعيدا عن كل هذه الإجراءات المذكورة سلفا

أيوب رفيق الجزيرة توك المغرب



08/12/2012
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 63 autres membres